اِختبارات ختم التعليم الثانوي بمعاهد المكفوفين التونسية..

رغم ما يوفره تطويع الامتحانات وتضخيم الخط  من نقاط إيجابية الا أنه لا بد من الإقرار بوجود العديد من السلبيات والنقائص التي وجب العمل عليها منها عدم قدرة وزارة التربية على توفير نفس الامتحان المطوّع لفائدة المترشحين للباكالوريا في المعاهد الثلاث ( نفس الامتحان الوطني غير أنه يختلف بعد عملية التطويع)  علي اعتبار أن عملية التطويع تتم في نفس الوقت في المعاهد الثلاث و بفرق مختلفة و لا يتم بصفة وطنية.

الاعتماد على التلاميذ الكتبة يطرح العديد من الأسئلة من بينها مدي مصداقية الأطراف المشرفة علي توزيع التلامذة الكتبة و ما يطرحه ذلك من انعكاس علي نتائج المترشحين خاصة في مادة الإنجليزية و غيرها من المواد.

علي عكس العديد من التجارب في دول العالم العربي من المحيط الي الخليج .. لم يرتبط بناء المنظومة التربوية و الجامعية للمكفوفين في تونس منذ فجر الاستقلال بوزارة التربية التونسية .. بل كان نهوضها على أكتاف المنظمة المستقلة "الاتحاد الوطني للمكفوفين بتونس". والاتّحاد الوطني للمكفوفين هو منظّمة مستقلّة يعود تأسيسها الي الخامس والعشرين من ديسمبر لسنة 1956، وقد مُنحت له الصبغة الوطنية بمقتضى الأمر عدد 63 لسنة 1961 المؤرّخ في الخامس والعشرين من جانفي لسنة 1961، ويخضع الاتحاد الوطني للقانون التوجيهي عدد 83 لسنة 2005 المؤرخ في 15 أوت 2005 المتعلق بالنّهوض بالأشخاص المعوقين وحمايتهم.
تشتمل وزارة التربية التونسية حاليا على ثلاث معاهد للكفيف في كل من محافظات بن عروس، سوسة وقابس. تقوم باعتماد طريقة براي في تدريس نفس البرامج الدراسية التي يقع تدريسها بكل من المرحلة الإعدادية والثانوية.  ويعتبر معهد الكفيف بمعتمدية سوسة-سيدي عبد الحميد الأقدم بينهم، حيث يعود تاريخ افتتاحه من قبل الاتحاد الوطني للمكفوفين بتونس الي سنة 1963.
:امتحانات ختم التعليم الثانوي " الباكالوريا "
امتحانات ختم التعليم الثانوي " الباكالوريا "بمعاهد المكفوفين بتونس انطلق تأمينها منذ سنة 1969، ومعهد الكفيف بسوسة كان المركز الوحيد في الجمهورية الذي يحتضنها الي حدود انطلاق معهد الكفيف ببئر القصعة بمحافظة بن عروس، الذي أحدث بتاريخ 15 سبتمبر2007، في تأمين اِختبارات ختم التعليم الثانوي " الباكالوريا". 
عملية اجراء اِختبارات ختم التعليم الثانوي "الباكالوريا" بمعاهد الكفيف التونسية تقتضي تحويل نفس اختبارات "الباكالوريا" المعتمدة من قبل وزارة التربية التونسية من المنظور الي طريقة "البراي" تحت حماية الأمن والجيش الوطنيين .. وتوفير مواضيع بالخط المضخم، إضافة الي عديد الإجراءات الاستثنائية من أجل توفير ظروف ملائمة، طيبة ومريحة. ومن أبرز هذه الإجراءات نجد: إضافة ثلث الوقت المقدر للامتحان أي بما يُعادل ساعة ونصف بالنسبة لمادة العربية ولمادة التاريخ والجغرافيا وساعة واحدة لبقية المواد الأدبية والعلمية .. تعيين تلميذ كاتب من مستوى السنة الثانية ثانوي يرافق التلميذ المجتاز للامتحان لكل المواد باستثناء المواد التكميلية كالموسيقى واللُغات الأجنبية من مستوى السنة الثالثة ثانوي بهدف كتابة بالحبر ما يُمليه التلميذ المجتاز للامتحان .. بالنسبة لاختبارات آخر السنة في مادة التربية البدنية "باك سبور"، والتي تجري عادة قبل شهرين من موعد انطلاق الاختبارات الكتابية لامتحان البكالوريا .. فإنها تتم بمعاهد الكفيف المذكورة سابقا وتخضع لنفس الإجراءات والأطر التربوية المعمول بها في بقية المعاهد العادية. وقد بات مؤخرا موعد هذا الاختبار التطبيقي بمثابة الحدث المنتظر لدي المترشحين للاختبارات، فيتأهبون له ويستعدون له ويحتفلون به بكثير من الفرحة والأمل في مستقبل أفضل.
: التطويع وتضخيم الخط
من أهم الإجراءات الاستثنائية المعتمدة نجد التطويع بدرجة أولي ثم تضخيم الخط بدرجة ثانية .. ويُقصد بالتطويع .. عملية تحويل الامتحانات الوطنية من الصيغة العادية المعروفة إلى صيغة "البراي" تحت اشراف وزارة التربية بمركز اختبارات "الباكالوريا" .. وفي يوم اجتياز الامتحان وفقا للضوابط والتعليمات التي المتعارف عليها من خلال إلغاء بعض الكلمات .. وتحويل الجداول والصور اْضافة لطباعة الخرائط على أوراق بلاستيكية محرّفة باعتماد وسائل خاصة ...  بالنسبة لتضخيم الخط فيتم بدوره في يوم اجتياز الامتحان وتحت اشراف وزارة التربية .. ويقصد به تغيير حجم ورقة الامتحان الي الضعف.
رغم ما يوفره تطويع الامتحانات وتضخيم الخط  من نقاط إيجابية الا أنه لا بد من الإقرار بوجود العديد من السلبيات والنقائص التي وجب العمل عليها منها عدم قدرة وزارة التربية على توفير نفس الامتحان المطوّع لفائدة المترشحين للباكالوريا في المعاهد الثلاث ( نفس الامتحان الوطني غير أنه يختلف بعد عملية التطويع)  علي اعتبار أن عملية التطويع تتم في نفس الوقت في المعاهد الثلاث و بفرق مختلفة و لا يتم بصفة وطنية.
: التلميذ الكاتب
الاعتماد علي التلميذ الكاتب هو اجراء صار معمولا به في السنين الأخيرة، ففيما مضي كان التلميذ الكفيف يجتاز امتحان الباكالوريا دون الاستعانة بتلميذ كاتب وتسليم نسخ الامتحانات الي مراكز اصلاح اختبارات "الباكالوريا" كان يتم سابقا في صيغة "البراي". وفي حال تعذر توفير تلاميذ كتبة من المستويات المذكورة سابقا، يتم استدعاء الكتبة الإداريين من المندوبية الجهوية للتربية التي يتبعها المعهد .. استدعاء الكتبة الإداريين هو اجراء اضطراري يتم اللجوء اليه في الحالات القصوى والاستثنائية ودوما ما يتم العمل على تفاديه. وقد سبق اللجوء الي ذلك في إحدى السنوات القليلة السابقة.
توزيع المترشحين في القاعات هو أمر مرتبط بعدد المترشحين لاجتياز الامتحان الوطني باحتساب المترشحين الفرديين وعدد القاعات. وعادة ما يتم التقسيم على أساس 3 تلاميذ في كل قاعة وتلميذ كاتب لكل مترشح. اختيار التلميذ الكاتب من بين المجموعة المتطوعة يتم بصفة عشوائية، غير انتقائية، ودون الأخذ بعين الاعتبار مدي تمكن التلميذ الكاتب أو التلميذة الكاتبة من المادة التي سيتم اجتيازها.  غير أنه من الواجب الاقرار بأن الاعتماد على التلاميذ الكتبة يطرح العديد من الأسئلة من بينها مدي مصداقية الأطراف المشرفة علي توزيع التلامذة الكتبة و ما يطرحه ذلك من انعكاس علي نتائج المترشحين خاصة في مادة الإنجليزية و غيرها من المواد.
:الاصلاح والتصريح بالنتائج
تتولي وزارة التربية الاشراف على عملية إصلاح اِختبارات ختم التعليم الثانوي من المرحلة الأولي الخاصة بتجميع الامتحانات من المعاهد وصولا الي مراكز التجميع والإصلاح .. كما تتولي التصريح بنتائج الامتحان في أجالها المحددة. 
التوجيه الجامعي: 
بالنسبة لعملية التوجيه الجامعي للناجحين في امتحان البكالوريا فإنها تتم وفقا للضوابط والإجراءات المعمول بها وتحت اشراف وزارة التعليم العالي بناء على مبدا التفوّق وباعتماد نتائج المترشّحين وطاقة الاستيعاب. 
: الالحاق والاحداث
معاهد ومدارس الكفيف بتونس منارة أجيال أشرف عليها الاتحاد الوطني للمكفوفين الي حين الحاقها بوزارة التربية في ماي 1988 بأمر رئاسي من بعد زيارة رئيس الجمهورية الي مدرسة النور ببئر القصعة – محافظة بن عروس -تونس، وذلك خلال فترة رئاسة السيد يحي يحي للاتحاد الوطني .. لتتولي وزارة التربية الاشراف على إطار التدريس، التفقد والارشاد إضافة الي تسيير المدرسة الابتدائية ببئر القصعة والمعهد الثانوي بسوسة والمبيتات الخاصة بكليهما .. لتتولي من بعد ذلك احداث المدرسة الابتدائية للمكفوفين بمدينة مطُرِش من محافظة قابس بتاريخ 15 أكتوبر 1993، واحداث المدرسة الاعدادية للمكفوفين بنفس الجهة بتاريخ 15 سبتمبر 2004 إضافة الي احداث المدرسة الابتدائية للمكفوفين بسوسة بتاريخ 15 سبتمبر 2007 واحداث المعهد الثانوي للمكفوفين ببئر القصعة – محافظة بن عروس بتاريخ 15 سبتمبر 2007.